تدابير مواجهة انفلونزا الخنازير

لعل كارثة إنفلونزا الخنازير من الكوارث التي تأتي إلينا عبر الحدود‏.‏ والتي تؤكد أن العالم وحدة واحدة في خيره وشره‏,‏ وجاء قرار غلق المدارس لمدة أسبوع قرارا حكيما والذي قد يمتد إلي فترات أكثر من ذلك‏,‏ لحماية طلاب المدارس والجامعات من غول مرض إنفلونزا الخنازير‏,‏ ولكن هل هذا يكفي؟ بالطبع لا فهناك أماكن أخري يجب أن تخضع للمتابعة والمراقبة والتدخل في إدارتها لحماية الطلاب وباقي فئات الشعب‏.‏

وللتعامل مع هذه الكارثة الجديدة مع المجتمع المصري فهناك حزمة من الإجراءات يجب النظر فيها‏.‏

أولا‏:‏ علي مستوي المدرسة‏:‏ في حالة تفشي المرض لضمان العملية التعليمية يجب أن يكون هناك وسائل بديلة للتواصل بين الطلاب والمدرسة وذلك من خلال التعاون بين وزارة الاتصالات ووزارة التعليم للتواصل بين الطلاب والمدرسة من خلال تعزيز خطوط الاتصال التليفرني لتوفير مكالمات تليفونية ارشادية بالمدارس علي أن تحدد المدرسة جداول وجود المدرسين علي مدار اليوم داخل المدرسة للرد علي استفسارات الطلاب‏,‏ كذلك يمكن من خلال مواقع علي الانترنت تحت اشراف وزارة التربية والتعليم وبدعم من الجمعيات الأهلية في توفير الحاسوب للطلاب‏,‏ أما في حالة عدم تفشي المرض فيجب أن يكون هناك اعادة نظر في نسب الغياب والحضور للمشتبه في اصابتهم بأعراض الانفلونزا للوقاية من فترة حضانة الفيروس‏,‏ حيث أوضحت منظمة الصحة العالمية أن خطر انتقال المرض يكون خلال الخمسة أيام الأولي من المرض‏,‏ لذلك يتعين علي الأفراد المشتبه في اصابتهم بالانفلونزا العادية أن يبقوا في المنزل لمدة‏7‏ أيام علي الأقل لضمان عدم انتشار المرض‏,‏ كذلك يجب مراعاة الاتوبيسات التي تنقل الطلاب من مدارسهم إلي منازلهم والعكس‏.‏

ثانيا‏:‏ علي مستوي متخذ القرار في الوزارات المختلفة‏.‏ في ظل هذه الأزمة أو الكارثة لابد أن يكون هناك فريق عمل متكامل لوضع سيناريوهات الأزمة في مراحلها المختلفة أي في مرحلة تزايد العدوي ومرحلة تفشي المرض وتحديد الأماكن الساخنة التي يمكن أن تكون أكثر احتمالية للاصابة‏,‏ وكذلك الوضع في الاعتبار الظروف البيئية والسلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تساعد علي تفشي المرض تراكم أكوام القمامة‏,‏ وانتشار برك مياه الصرف الصحي في الشوارع‏,‏ وكذلك انتشار السلوكيات الخاطئة في السلوك المصري كالبصق في الشوارع‏,‏ واخراج افرازات الأنف والعطس بطريقة خاطئة‏,‏ وعدم الاهتمام بزيارة الطبيب عند المرض خاصة في الانفلونزا وارتفاع درجات الحرارة‏.‏

فكل هذه الأمور يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند وضع سيناريوهات استراتيجية مواجهة تفشي المرض حتي تتكامل الصورة أمام متخذ القرار‏.‏

كذلك يجب أن تكون هناك مراجعة لمقومات وامكانات مواجهة تفشي المرض من حيث عدد الأسرة الممكن استخدامها وعدد أجهزة التنفس الصناعي‏,‏ هل تكفي في حالة تفشي المرض‏,‏ عدد الممرضين الأطباء الذين سيقومون بالرعاية الصحية‏,‏ توافر الأدوية المضادة لفيروس إنفلونزا الخنازير وطرق السيطرة والتعامل مع مدرسة أو مصنع أو شركة أو قرية تفشي بها المرض‏,‏ هل تم عمل محاكاة لمثل هذه المواقف وتدريب الناس علي هذه الظروف المتوقعة كما كان يحدث في تدريب الأفراد علي النزول إلي المخابيء في حالة حدوث غارات العدو والزلازل‏.‏ كذلك يجب أن يتدخل متخذ القرار في القوانين المنظمة لساعات العمل والحضور للموظفين في حالة تفشي المرضي في المدارس أو أي قطاع آخر لأن الطلاب يحتاجون الرعاية الأسرية فيجب أن يكون هناك بديل كأن تكون هناك ساعات صباحية وأخري مسائية لتبادل الآباء والأمهات رعاية الأطفال والأبناء‏.‏

ثالثا‏:‏ علي مستوي الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال ووزارة الإعلام‏:‏ لهم دور كبير وحاسم في مواجهة الأزمة من خلال التبرعات المالية التي يجب أن توجه لتوفير المنظفات والمطهرات وأدوات النظافة للمدارس والحضانات والجامعات‏,‏ وكذلك دورها في التوعية وعقد الندوات واللقاءات لتوضيح مدي شراسة هذا المرض وكيفية مواجهة انتشاره‏,‏ وذلك بالتعاون مع الأجهزة الاعلامية المختلفة‏.‏

فهناك حتي تاريخ كتابة هذا المقال نحو‏772‏ حالة أصيبت بانفلونزا الخنازير قد تم شفاؤهم‏,‏ لذلك يجب الاستفادة منهم في اعلانات تليفزيونية لتوعية الجمهور لخطورة المرض‏,‏ وكيف تمت اصابتهم لتلافي الاصابة بالمرض فهذه الفئة هم خير دعاة لتوعية الشعب المصري لأنهم ذاقوا مرارة المرض وشبح الموت‏.‏

رابعا دور الأحزاب‏:‏ يجب أن يكون للأحزاب دور فاعل علي جميع المستويات القاعدية وصولا إلي قاعدة الجماهير بنشر ثقافة الشفافية عن خطورة هذا المرض وثقافة تغيير السلوكيات الخاطئة لمواجهة تفشي الوباء‏.‏

أخيرا إننا أمام خطر حقيقي قد يعصف بأبنائنا‏,‏ وقد يدمر اقتصادنا‏,‏ لذلك يجب أن يتعاون جميع الأفراد في تنفيذ الارشادات والنصائح التي تقدمها وزارة الصحة ووسائل الاعلام المكتوبة والمرئية لتجاوز هذه المحنة‏,‏ واضعين في الاعتبار أننا بمشيئة الله سننجو من هذه الكارثة وسنحرص علي النجاة‏

شكرا لك يا ابو هريش على جلبك لهذا الموضوع وحما الله اولادنا
وشبابنا من مثل هذه الاوباء

تحياتى وتقديرى

الله نسال ان يجنبا الامراض ماظهر منها وما بطن ويحفظ مصرنا الحبيبة من كل شر امين يارب العالمين